العدد السادس و العشرين .. النصف الاول من شهر مارس آذار من عام ٢٠٢٤..التشكيل النسوي في سوريا.. حضور «تنغصه» صعوبات التسويق

يعود الحضور النسوي في الفن التشكيلي في سوريا إلى خمسينيات القرن الماضي، بمشاركة فردية لمسرة الإدلبي، وعلى مدى السنوات اللاحقة ظهرت عديد الأسماء، التي أعطت الفن التشكيلي النسوي السوري هوية متفردة، كما يرى بعض النقاد، وإن كانوا يرون أيضاً «أنه لا يوجد فن نسوي وآخر ذكوري».

التشكيلية لينا ديب نائب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في سوريا قالت في حديثها: «في السنوات الماضية كان حضور المرأة الفنانة في المشهد التشكيلي السوري خجولاً؛ قياساً بالدول العربية الأخرى؛ وبالتالي لم يكن لديها متسع من الوقت للتفرغ للعمل الفني وللبحث والتجريب، أما في السنوات اللاحقة فقد ازدادت التجارب المختلفة للفنانات، وأصبح حضور الفنانة السورية قوياً على الساحة التشكيلية».

غياب الرعاية

م تطرقت ديب، إلى الصعوبات التي تواجه الفن التشكيلي السوري بشكل عام، والنسوي خصوصاً، فقالت: «تردي الوضع الاقتصادي أثر على تطور الحراك الفني، فالفنان السوري أصبح غير متفرغ للعمل الفني بسبب انشغاله بتأمين معيشته، بالإضافة إلى ندرة المستلزمات الجيدة؛ بالتالي لا بد للدولة، مؤسسات ووزارات، أن تسهم في رعاية الفن والفنانين باقتناء وتسويق الأعمال الفنية، وإقامة ورعاية ملتقيات فنية».

تجارب

الناقد التشكيلي سعد القاسم قال في حديثه : «يظهر استعراض سريع لتاريخ الفن التشكيلي السوري حضور التشكيليات منذ بدايات تنظيم المعرض السنوي عام 1950، فنجد اسم مسرة الإدلبي في ذلك المعرض، وفي المعارض التالية حتى نهاية الخمسينيات، نجد أسماء منور مورلي، ودلال حديدي، وعائدة عطار، وإقبال قارصلي، وأنعام عطار، وماي سابا، ولمياء باكير، وهالة قوتلي، ومنى اسطواني، وكارمن ماهر، وعائدة سلوم، وعفاف مبارك، وبهية شورى، ودرية حماد».

و تابع القاسم: «منذ الستينيات وحتى يومنا هذا برزت على ساحة الإبداع التشكيلي أسماء ذات هوية متفردة مثل المصورات أمثال: ليلى نصير، وهند زلفا، وأسماء فيومي، ولجينة الأصيل، وهالة مهايني، وشلبية إبراهيم، وسوسن جلال، وسارة شما، وريما حمزة، ورولا قوتلي، وماسة أبو جيب، والخزافات: ضحى القدسي وأميلي فرح، وآمال مريود. والنحاتات: عفاف رحمة، وصفاء الست، وغيرهن من الأسماء التي تؤكد في مجملها قوة الحضور الأنثوي في المشهد التشكيلي السوري».

و ختم القاسم: «تواجه التشكيليات السوريات المشاكل ذاتها التي تواجه التشكيليين السوريين عامة، كارتفاع كلفة إنتاج العمل الفني بشكل هائل، وتراجع عملية الاقتناء الرسمي والخاص، وضعف الحضور الجماهيري في صالات العرض، وفوضى الكتابة عن التجارب التشكيلية الحديثة».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »