الزلزال و السوريين أية كارثة جديدة .. افتتاحية العدد الثالث من مجلة حواء الالكترونية
لم يكن متخيلا أن تصل جرعات الالم في سوريا هذا المستوى المهوول ، فبعد الاعتقالات و الموت تحت التعذيب ، و بعد الخراب و التشرد و النزوح و اللجوء ، بعد الموت في البحار الغريبة و على الحدود التركية و حدود العالم الغربي ، بعد الموت على يد التنظيمات التكفيرية ، داعش و النصرة و اشباههما ، باغت زلزال عنيف اهلنا السوريين في شمال غرب سورية ، في الداخل السوري ، و في مناطق اللجوء في جنوب شرق تركيا ، ذهب ضحيته الاف منهم ، عوائل كاملة ، احبة و اطفال ، سيدات و رجال ، خراب عام ، هذه المرة بيد الطبيعة الجيولوجية التي لا يمكن ايقاف سلوكها و توقع مسارات ظهورها في حياتنا ،
لقد وصل الالم الذي رأيناه عتبة لا تحتمل ، بلغ الوجع منا مبلغا لا يطاق ، بكينا مع بكاء الاطفال و الناجين و الامهات الثكلى و الاباء المكلومين ، حاولنا جهدنا ان نقدم ما يمكننا تقديمه ، عملنا من خلال منظمة ايلا التي ننتمي اليها على جمع المعونات المالية و العينية و ارسالها الى حيث نستطيع الوصول ، لكننا شعرنا ان ما قدمناه نحن و منظمات المجتمع المدني بل و حتى الحكومات و المؤسسات الدولية لا يفي بالنذر اليسير من حاجة اهلنا و لا يرتقي لمصابهم ، و بهذه المناسبة ، ندعو ، نحن هيئة تحر ير مجلة حواء الالكترونية النسوية كل من يصله صوتنا من منظمات المجتمع المدني من ادارات ومؤسسات سياسية و مدنية ، من مؤسسات و دول اقليمية ، المجتمع الدولي و الامم المتحدة و كل المنظمات ذات الصلة بالتعامل و الاستجابة للكوارث بمد يد العون لاهلنا و عائلاتنا في سوريا و خارجها ممن اصابتهم كارثة الزلزال ، نتطلع لكل الاطراف حتى يكفوا عن تسييس الملف الانساني الذي فيقفوا الى جانب الضحايا السوريين دون قيد او شرط ، ان يتجاوزا وفقط خلال الأيام و الاسابيع القليلة القادمة ، الصراعات و التجاذبات ، المصالح ، حتى من هم في الطرف الصحيح من الصراع ، ان تصحوا ضمائرهم و تتفتح عقولهم و قلوبهم ، و لا يرعووا الا الى تقديم الدعم الذي يحتاجه الضحايا و اسرهم و ذويهم ،
ونحن اذ نعلن تضامننا في اشد اشكاله صدقا و انهماكا ، نؤكد لاهلنا ان ارواحنا و قلوبنا اهتزت و تزلزلت مع الارض التي عانوا من اهتزازها تحتهم ، نؤكد للجميع و لا سيما النساء السوريات ان ألمنا ألمهم و مصابنا مصابهم . و نطلب منهم منهن الصفح عن عجزنا و محدودية مساعدتنا و عوننا . و نعد اننا سنعمل بجهد و جد حتى نستطيع ان نكون على قدر الحدث و المسؤولية في كل زمان و مكان متمنين من الله العلي القدير ، اللطيف العادل ان لا يصيب سوريا اهلها و نسائها بأي مكروه ابدا .
هيئة تحرير مجلة حواء النسوية
العدد الثالث … شهر فبراير من عام ٢٠٢٣