المرأة و الفن في سياقات البحث عن الهوية والحرية.
على الرغم من أن موضوعة المرأة تبرز في قلب الأعمال الفنية للفنانات التشكيليات العرب، غير أن التعبير عن إشكالات المرأة الفكرية وفضاءات الحرية التي تمارسها الفنانات لم تخلُ من رقابة سواء كانت ذاتية أو مؤسساتية.
شكل المجتمع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما يحمله من بنى اجتماعية واقتصادية وسياسية موضوعات ملهمة للتشكيليات العرب اللاتي أكدن أن ثيمة المرأة ومكانها في العالم وهويتها ورؤيتها لما يحدث في محيطها والعالم من حولها هي الثيمة التي تغلب على معظم أعمالهن الفنية أو لوحاتهن أو إبداعاتهن الأخرى.
أجريت 14 مقابلة مع تشكيليات من 8 دول عربية، أجبن فيها على أربعة أسئلة رئيسة تتعلق بما يلهم أعمالهن الفنية ويدفعهن للتعبير عن موضوع ما في عمل فني، والحرية التي يمتلكنها أثناء التعبير عن هذه الموضوعات والأحداث والقضايا التي أثرت فيهن.
الأسئلة التي أجابت عليها التشكيليات هي:ما هو الموضوع الأساس أو الثيمة التي تطغى على أغلب أعمالك؟ وما الذي تريدين التعبير عنه؟ما الذي يلهم أو يؤثر على أعمالك الفنية؟هل تعبرين غالبا عن أفكارك ومشاعرك من خلال أعمالك بحرية تامة؟هل تشعرين بأي نوع من الرقابة الذاتية قد يمنعك من تنفيذ فكرة ما فنيا؟ إذا كانت الإجابة بنعم فلماذا تشعرين بهذه الرقابة أو ما أسبابها؟
قالت كل التشكيليات إن المرأة وما يتعلق بكينونتها كأنثى وهويتها الخاصة والرموز المتعلقة بها كانت أفكارا ألهمت كثيرا من أعمالهن، وذكر معظمهن أنهن كن يشعرن بحرية كبيرة عند التعبير عن هذه الموضوعات، غير أنه عند سؤالهن عن ما إذا كانت هناك رقابة من أي نوع تمارس عليهن قلن إما أنهن لا يشعرن بأي نوع من الرقابة لأن الموضوعات التي يشتغلن عليها لا تعد إشكالية، ولا يمكن أن تستفز المؤسسات سواء كانت اجتماعية أو سياسية، وإما قلن إنهن يشعرن برقابة ذاتية أكثر من رقابة مفروضة من أي مؤسسة، وبالتالي هن يتجنبن الموضوعات التي قد تسبب أي استفزاز للسلطات في المجتمع.
شارك بالإجابة على أسئلة
فنانات من البلدان التالية: تونس، وليبيا، ومصر، وسوريا، ولبنان، والكويت، وعُمان، واليمن.
تُظهر أعمالهن الفنية المعروضة في هذا الملف الخاص مدى التنوع في المواد المستخدمة، وأنماط التعبير، والمدارس الفنية التي ينتمين إليها، وسيظهر أيضا رغم تعدد موضوعات الأعمال أن المرأة تشكل موضوعة مركزية لهؤلاء الفنانات.