بمناسبة اليوم العالمي للمرأة ..أي حال تعيشه النساء السوريات

أيام قليلة تفصلنا عن احتفالية العالم بيوم المراة ،التي نتطلع اليها نحن النساء حتى نعيد التشديد على حقوقنا و نشحذ قوانا و نستعيد طاقاتنا كي نستمر و نواظب على طريق الدفاع عن حقوقنا و تمكين اوضاعنا و ترسيخ مساواتنا مع الرجل . هذه الاحتفالية تشكل ايضا لنا محلا لعمل جردة حساب تتعلق بقضيتنا ، فالسؤال الذي يصر على مواجهتنا دائما في الثامن اذار ، في هذا العام كما في كل عام ، اين اصبحنا نحن النساء السوريات في معركة حصولنا على حقوقنا ؟

الاجابة كما نراها نحن هيئة تحرير مجلة حواء الالكترونية النسوية تبدو متشعبة و تحتاج الى تفصيل ، فسوريا الان رغم انها محكومة بمنظومة ثقافية واحدة الا انها ليست كيانا واحدا تحكمه منظومة قوانين واحدة ، فهناك تعدد في الواقع السوري و بخصوص المحل الذي وصلت اليه قضيتنا المركزية ، قضية تحريرنا و تمكيننا ، او على الاقل في السير على هذا الطريق . و هي وفقا لمايلي :

اولا : في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية :

تبدو هذه المناطق محافظة على انتهاج نفس السياسات السابقة بخصوص المراة ، ليستمر وضع المرأة فيه مزريا في سياق مغازلة الحكومة المستمرة لقيم و ثقافة المجتمع المحافظة ، و اثناء دعمها للمنابر التقليدية للفعاليات النسائية المحافظة و المدافعة عن قيم المجتمع الذكوري كحركة القبيسيات نموذجا لا حصرا … و في هذا الاطار لا جديد و لا تجديد ، وضع المرأة بعد ان تراجع منذ اوخر السبعينات و اوائل الثمانينات ، بقي في الثلاجة ساكنا و باردا دون تغيير ، وضع سيء و ساكن و لا نية لتحسينه بل لا مصلحة لاحد ممن يهيمنون على القرار في هذه المنطقة ، في ذلك .

ثانيا : في المناطق التي تسيطر عليها ” المعارضة “

بعد هزيمة القوى العلمانية و الليبرالية السورية المعارضة و انحسارها في السنوات الاخيرة امام قوى التشدد الجهادية ، اخذ وضع المرأة في هذه المناطق اشكالا تراجيدية متراجعة و كارثية ، فأجبرت على الغياب عن الحياة العامة و الانزواء خلف ثقافة ذكورية شنيعة و حادة ، عنيفة مدعومة بقوى تنظر للحقوق عموما و لقضية المراة خصوصا من عين ماضوية قمعية .المراة الان في هذا القسم من سوريا تعيش كارثة لا تشبهها الا بما تتعرض اليه المرأة الافغانية بعد عودة طالبان الى حكم افغانستان .و يبدو الافق الخاص بموضوع المراة على المستوى المنظور هنا قاتما و لا مخرج قريب .

ثالثا : في شمال شرق سوريا

في هذا الجزء السوري رغم سطوة الثقافة الذكورية السائدة و مقاومتها لاي تغيير ، الا ان الوضع النسائي يبدو واعدا و يتقدم يوما بعد يوم ، على الاقل من زاوية القانون و الاطر المؤسسية و الارادة التي تمتلكها القوى النافذة تلك التي تقف خلف دعم قضية المرأة و اعطاءها بعدا مصيريا في كامل البلاد كما تطمح و تأمل و تقول المؤسسات التي تدير هذه المنطقة .

صحيح هناك مكامن نقص كبيرة و فشل في هذا الملف يحصل هنا او هناك ، الا أنه من الصعب عدم الاقرار بحصول تقدم في ملف تمكين المرأة و توفير حقوقها في شمال شرق سوريا ،حتى و ان لم يكن مرضيا لنا كما يجب ، و ليست جهود منظمة ايلا للتنمية و بناء السلام التي تصدر مجلة حواء النسوية الالكترونية ، الا فعالية تحصل و تسير في سياق الخط العام لما يحصل في شمال شرق سوريا بخصوص قضية المرأة .

عنا نحن هيئة تحرير منصة حواء الالكترونية النسوية نعلن اننا سنستمر و سنضاعف جهدنا و ننوعه و نطوره دفاعا عن قضيتنا ، قضية المرأة و تمكينها و مستقبلها ، ونقول مؤكدات أننا رغم احتفائنا باليوم العالمي للمراة الذي يحل بعد ايام قليلة ، لن نكون موسمييات و احتفالييات بخصوص مبادئنا و اهدافنا ، بل سنكون في حالة تحد دائم و يقظة مستمرة امام ما يواجه قضيتنا من عقبات في الثامن من اذار كما في كل ايام العام .

كل عام و المرأة السورية و المرأة في كل العالم بخير .

هيئة تحرير مجلة حواء النسوية الالكترونية

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »