العدد الثامن .. الاول من شهر أيار من عام ٢٠٢٣…قصص نجاح لنساء من مجتمعنا لا ينبغي أن ننساها!
قصص نجاح وتحديّات لأربعة من النساء العربيّات لا ينبغي أن ننساها أبدًا، ريم الصويغ، لبنى العليان، نجاة بلقاسم ومريم المنصوري هن سيدات حققن المستحيل. تعرّف على قصص نجاحهن المليئة بالتحديّات.
ريم الصويغ… إمرأة تحمل المسئولية الاجتماعية على عاتقها
ريم بنت عبد العزيز الصويغ، رائدة الأعمال التي رأت احتياج كثير من الأطفال المتأخرين حركيًا إلى يد المساعدة، مما دفعها إلى الخوض في هذا المجال لتقضي به ما يقرب من 15 عامًا من التعليم والخبرة، غمرت بالفرح قلوب الكثير من الآباء والأمهات بعد علاج أبنائهم.
“كان يكفيني الشعور بالنجاح والإنجاز، رؤية دمعة فرح صادقة في عين الأم عند رؤيتها طفلها وهو يخطو أولى خطواته، أو حتى يمد يده بحركة بسيطة.“
هذا ما قالته ريم عن دافعها الذي جعلها تتخطى كل الصعاب لتكون أول من يطبق تقنية “كويفاس ميدك” في السعودية والشرق الأوسط، تلك التقنية التي تساعد الأطفال المتأخرين حركيًا على الوصول إلى الاستقلالية والتحكم في المشي.
إنها ريم الصويغ رائدة الأعمال السعودية وخبيرة العلاج الطبيعي، التي تخصصت في هذا المجال منذ عام 1995 منذ أن حصلت على بكالوريوس في العلاج الطبيعي من جامعة الملك سعود بالرياض.
لكنها لم تكتف بذلك بل أزادت خبرتها بالحصول على العديد من الدورات التدريبية، مثل دورة العلاج المكثف باستخدام البدلة الفضائية، تلك التي أخذتها على يد (إيزابيلا كوشليني) أول من وضعت هذا النوع من العلاج عام 2008م.
ومن هنا تبدأ الصويغ رحلتها في مجال ريادة الأعمال بجهدها الذاتي، تفتح لنفسها عيادة صغيرة عبارة عن غرفة في مبنى مدرسة عام 2008 م، ولم يمر وقت كبير إلا ونجحت جلسات العلاج الطبيعي التي قامت بها للأطفال.
وتجد إقبالا كبيرًا عليها مما أكسبها ثقة بعض الجهات المختصة بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ليوجهوا إليها بعض الحالات للعلاج، لتنجح وتزداد شهرة جعلتها تفتتح مركزها الشامل الخاص بالعلاج الطبيعي عام 2011م.
ولم تكتفي بذلك بل أسست موقعها الإلكتروني أي ريهاب irehab.com للإجابة على تساؤلات الآباء، والتواصل مع الأطباء المتخصصين، موفرة أيضًا تمارين بصرية ثلاثية الأبعاد ومجموعات دعم وتبادل خبرات.
لبنى العليان … سيدة تركت بصمة على اقتصاد السعودية
قد لا تُكتب الشهرة على كثير من الأشخاص لكن هذا لا يعني أن هؤلاء لم يساهموا في نهضة المجتمع، ومن ضمن هؤلاء سيدة الأعمال لبنى العليان.
تلك التي حرصت مع عائلتها على المساهمة في ازدهار اقتصاد السعودية، وخاضت العديد من المعارك بقوة حتى حققت أحلامها، لتتقلد بهذا منصب المدير التنفيذى لمجموعة شركات العليان المالية، التي ساهمت بقوة في ازدهار عالم المال والأعمال السعودي ونهضة اقتصاد السعودية.
لبنى هي المثال الأقوى للمرأة الطموح الناجحة، التي تشغل العديد من المناصب تلك التي نادر أن يقودها نساء، وهذا ما جعل المدير التنفيذي للبنك السعودي الهولندي بيرد فان ليندر أن يشيد بأدائها وخبرتها المصرفية.
تم انتخابها أيضًا كعضو في مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي كممثل لمجموعة شركات العليان، وبهذا كانت أول إمرأة سعودية تنال هذا المنصب الرفيع المستوى.
ولم تلك هي النهاية لما حققته العليان في مشوارها المهني المتوج بالنجاحات المتتالية، حيث شغلت منصب رئيس مجلس إدارة بنك “ساب” وهو البنك السعودي البريطاني.
كما أنها عضو في مجلس إدارة الشركة العملاقة في مجال التسويق (WPP) وهي أكبر شركة علاقات عامة في العالم، كما أنها المرأة الوحيدة في مجلس إدارة شركة التعدين السعودية “عادن” حيث تقلدت منصب عضو غير تنفيذي في رئاسة المجلس، وبهذا فهي ممثلة عن صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
كما أنه تم اختيارها من ضمن 11 رئيسًا تنفيذيًا لديهم خبرة وتأثير في قطاعات المال والأعمال من مختلف دول العالم،على يد صندوق الاستثمارات العامة، لتشكيل مجلس استشاري لمبادرة المستقبل الاستثمار لعام 2018 .
وكانت هي السعودية الوحيدة في هذا المجلس، ولم تكتفي العليان بذلك بل تقلدت منصب عضو رئاسة مجالس عدد من إدارات الشركات الاستثمارية والصناعية الكبيرة، مثل مجموعة رولز رويس البريطانية، وبنك أكبانك التركي وشركة شلمبرجير للبترول.
وهي عضو في مجلس الأمناء في اللجنة التنفيذية في المجلس العربي للأعمال، التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي.
ولم يقتصر عمل العليان على مجال المال والأعمال فحسب، بل لقد كسرت الكثير من التابوهات الخاصة بالمرأة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص، لتؤكد جدارة المرأة في تولي جميع المناصب الرفيعة وقيادة الكثيرين وتحقيق الانجاز في أصعب المجالات مثل مجال المال والأعمال.
مؤكدة بذلك على أهمية عمل المرأة وجدارتها في المساهمة في نهضة المجتمع، وداعية لفتح مجالات أكثر للمرأة في سوق العمل والحصول على كافة حقوقها في التعليم والمساواة بينها وبين الرجل.
وقد أنشأت عام 2004 برنامج العليان للعمل الوطني النسائي للتوظيف والتطوير “ONWARD” والذي يهدف لزيادة عدد النساء العاملات في سوق العمل السعودي.
واللاتي لا يشكلن سوى نسبة ضئيلة من إجمالي القوى العاملة في السعودية، من خلال تدريبهم وتشجيعهم على خوض المجال وفتح الكثير من الفرص أمامهن.
نجاة بلقاسم … من راعية أغنام إلى وزيرة التعليم في فرنسا
في بلد غريب تجدها هناك، تلهمك وتأسرك لتعاين شجاعة وتحدٍ لروح قوية تبتغي النجاح في أي بيئة تواجدت فيها وأي أرض خطت قدماها ترابها.
إنها نجاة فالو بلقاسم الفتاة الأمازيغية المغربية التي ولدت في ريف قرية بني شيكر بالمغرب عام 1977، وعملت مع أسرتها في تربية الأغنام، إلى أن هاجر أبيها إلى فرنسا ولحقت به الأسرة عام 1982 لتبدأ من هنا رحلتها مع النجاح.
تدرجت تدرجت بلقاسم في التعليم في فرنسا في مجال السياسة والاقتصاد والقانون، وعملت محامية لعدة سنوات في محكمة النقض ومجلس الدولة الفرنسي، إلى جانب نشاطها السياسي، الذي استغلته لمكافحة التمييز والمطالبة بحصول المواطنين على حقوقهم.
لتبدأ من هنا الشرارة التي جعلت منها المتحدثة باسم حكومة جان مارك أيرولت، لتصبح بذلك أصغر عضوة بها، وتكون أحد الأسماء اللامعة في الحزب الاشتراكي الفرنسي الحاكم أنذاك.
وبعدها تقلدت منصب وزيرة حقوق المرأة في 2012، وساعدها منصبها هذا على إحداث طفرة في مجال حقوق المرأة في فرنسا بما في ذلك حصول النساء على فرص متكافئة في العمل والراتب، كما أنشأت المجلس الأعلى للمساواة بين الرجل والمراة في 2013.
ولم تكتفي بلقاسم بهذا بل تقلدت منصب وزيرة شئون المدينة والشباب إلى جانب وزارة حقوق المرأة في 2014، وبهذا كانت أول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ فرنسا، لتتولى بعدها وزيرة التربية الوطنية والبحث العلمي والتعليم العالي في نفس العام.
م يكن طريق بلقاسم مفروشا بالورود، تلك العربية ذات الأصول المغربية، التي صعدت كالصاروخ في عالم السياسة الفرنسي، حيث انتقدها المسلمون في فرنسا بشدة لدعمها الخط العلماني الفرنسي على حساب الإسلام.
ووُجهت إليها انتقادات من قبل وسائل الإعلام المحافظة متهمين إياها بالسعي لأسلمة المدارس الفرنسية، وضحدت كل هذه الادعاءات بتمرير الكثير من القوانين التي تعكس الليبرالية العلمانية للحزب الاشتراكي الحاكم.
وكانت دائمًا تهتم بشئون المهمشين وتلقي باهتمامها على الجالية العربية والمغربية في فرنسا، مشجعة إياهم على عدم التخلي عن أحلامهم حتى لو كانوا في بلد غريب، ناظرين إلى مسارها غير الاعتيادي بالنسبة لكونها مهاجرة عربية في بلد أجنبي.
كما كافحت من خلال منصبها التمييز على أساس الجنس وسعت لعمل منهج تعليمي لمناهضة التمييز في المدارس، بل ودافعت عن إدراج اللغة العربية في المقررات المدرسية الفرنسية وذلك تحت قبة البرلمان الفرنسي، معتبرة أن تلك وسيلة لانفتاح التلاميذ على حضارات العالم مشيرة إلى أهميتها مثل باقي اللغات كالبرتغالية والتركية.
مريم المنصوري .. أول إماراتية مقاتلة بسلاح الطيران
نعلم جميعًا ان سلاح الطيران من أصعب المجالات و يندر تواجد النساء به، ولكن أن تكسر إمرأة هذا الحاجز وتشارك أيضًا في الحرب على الإرهاب فهذا هو الإنجاز الأعظم.
هذا ما فعلته الشابة الإماراتية مريم المنصوري التي حلقت بطائرتها الحربية ضمن القوات المسلحة الإماراتية لتشارك بالحرب على التنظيم الإرهابي داعش في سوريا.
وتكون أول إماراتية تقود طائرة حربية مقاتلة، بل وحصلت على رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي، وكرمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، ورئيس مجلس الوزراء، حاكم دبى، وقلدها ميدالية تحمل اسمه، فى 14 مايو 2014، وبهذا كانت ضمن أول مجموعة تُكرم في فئة جديدة هي “فخر الإمارات”.
لم تصل المنصوري إلى كل هذا بسهولة خاصة أن هذا المجال لم يكن مفتوحًا للنساء وقت تخرجها، ولكن دأبها لتحقيق رغبتها في أن تكون مقاتل طيار لم ينتهي.
ولهذا بعد حصولها على بكالوريوس اللغة الانجليزية من جامعة الإمارات حرصت على الالتحاق بالعمل في القيادة العامة للقوات المسلحة لعدة سنوات، وانتظرت حتى تم فتح باب الالتحاق بكلية الطيران أمام العنصر النسائي، لتكون أول من بادر بالانضمام لهذا المجال.
ولم تتوقف عند ذلك بل داومت النجاحات إلى أن وصلت إلى رتبة رائد مقاتل على طائرة ” إف 16″ ، لتؤكد قدرة المرأة وجدارتها على المشاركة في المؤسسات العسكرية وخوض الحروب والدخول في مختلف صنوف العمل العسكري.