سرطانُ عنق الرَّحم

يحدُث سرطانُ الرحم في بطانته، وبذلك يسمّى السرطان البطاني الرَّحمي.

  • يُصيبُ السرطانُ البطاني الرَّحمي النساءَ بعدَ انقطاع الطمث عادةً؛
  • حيث يتسبَّبُ في حدوث نزفٍ مهبليٍّ غير طبيعي في بعض الأحيان.
  • ولتشخيص هذا السرطان، يقومُ الأطباءُ باستئصال عيِّنةٍ من نسيج بطانة الرحم لتحليلها (خزعة).
  • يجري استئصال الرحم والبوقين الرَّحميين عادةً، والعقد اللمفية المجاورة أحيانًا؛ ويتلوه غالبًا استعمال المُعالجَة الشعاعيَّة، وفي بعض الأحيان المُعالجة الكِيميائيَّة.

(انظر لمحة عامة عن سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي أيضًا).

تبدأ معظمُ سرطانات الرحم في بطانة الرحم (endometrium) وبشكلٍ أكثر دقة تسمّى السرطان البطاني الرَّحمي (كارسينومة carcinoma).في الولايات المتحدة، يُعدّ هذا السرطانُ السرطانَ النسائي الأكثر شيوعًا والسرطان الرَّابع الأكثر شيوعًا بين النساء؛يحدُث هذا السرطانُ بعد انقطاع الطمث عادةً، وذلك عندَ النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و 60 عامًا.تحدث أكثر من 90٪ من الحالات عندَ نساءٍ تجاوزت أعمارهنَّ 50 عامًا.

كون حوالى 75-80٪ من السرطانات البطانيَّة الرَّحميَّة سرطاناتٌ غُدِّيَّة adenocarcinomas، تنجم عن خلايا غدية.ويكون أقلّ من 5٪ من السرطانات في الرَّحم من نمط السَّاركومة.تنشأ السّاركومة من النَّسيج الضَّام، وتميل إلى أن تكونَ أكثرَ عدوانية.

يُمكن تصنيفُ سرطان البطانة الرحمية كما يلي:

  • سرطانات النوع الأول هي السرطانات الأكثر شيوعًا، وتستجيب لهرمون الإستروجين، وليست شديدة العدوانية.وهي تميل إلى أن تُصيبَ النساء الشابَّات أو اللواتي يُعانينَ من السمنة أو النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث (السنة التي تسبق فترة الحيض الأخيرة والسنة التي تليها).
  • تكون سرطانات النوع الثاني أكثرَ عدوانية، وتميل إلى أن تُصيبُ النساء الأكبر سنًّا.ويكون حوالى 10٪ من السرطانات البطانيَّة الرَّحميَّة من النوع الثاني.

الأسباب

يعدُّ السرطانُ البطاني الرَّحمي أكثرَ شيوعًا في الدول المتقدمة، حيث يكون النظام الغذائي غنيًّا بالدهون.

وأهمّ عوامل خطر الإصابة بالسرطان البطاني الرَّحمي هي:

  • العمر فوق 50 عامًا
  • الحالات التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى الإستروجين وليس البرُوجستيرونِ.
  • السمنة
  • داء السكَّري

تنطوي عواملُ الخطر الأخرى لسرطان بطانة الرحم على ما يلي:

  • الإصابة بسرطان الثدي أو المبيضين
  • إصابة سابقة أو حاليَّة لأحد أفراد العائلة بسرطان الثدي أو المبيض، أو شكل وراثي معيّن م نسرطان الأمعاء الغليظة (القولون)، أو ربّما بطانة الرحم
  • التعرّض لمُعالجَة شُعاعيَّة مُوجَّهة على الحوض
  • استعمال التاموكسيفين لأكثر من خمس سنوات
  • ارتفاع ضغط الدم

تشتمل الحالاتُ التي تؤدّي إلى ارتفاع مستوى الإستروجين ولكن ليس هرمون البروجسترون على ما يلي:

  • بَدء الدورة الشهريَّة (الحيض) مبكرًا، أو الوصول إلى سنِّ اليأس بعد سن 52، أو كليهما
  • وجود مشاكل في الدورة الشهرية تتعلق بإطلاق البويضة (الإباضة)، وتكون مصحوبة عادة بأعراض مثل النزف الشديد خلال الطمث، أو التبقيع بين فترات الحيض، أو مرور مدد طويلة دون طمث
  • عدم إنجاب أطفال
  • متلازمة المبيض المُتعدِّد الكيسات
  • السمنة
  • الإصابة بأورام تُنتج الإِسترُوجين
  • استعمال أدوية تحتوي على الإستروجين، مثل العلاج بالإستروجين من دون البروجستين (دواء اصطناعي مماثل لهرمون البروجستيرون)، بعد انقطاع الطمث

يُعزِّز الإِسترُوجين نموَّ الأنسجة، ويُسرِّع الانقسامَ الخلوي في بطانة الرحم endometrium؛بينما يُساعد البروجستيرون على موازنة تأثيرات الإِسترُوجين.تكون مستوياتُ الإِسترُوجين مرتفعة خلال جزء من الدورة الشهرية.وبذلك، فإنَّ زيادة فترات الحيض خلال مدى العمر قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان البطاني الرحمي.يقوم تاموكسيفين tamoxifen، وهو دواء يُستخدم لعلاج سرطان الثدي، بحجب تأثيرات الإِسترُوجين في الثدي، إلَّا أنَّ له تأثيرات الإِسترُوجين نفسها في الرحم.وبذلك، قد يزيد استعمالُ هذا الدواء من خطر الاصابة بالسرطان البطاني الرحمي.يبدو أنّ استعمالَ موانع الحمل الفموية المحتوية على الإستروجين والبروجستين يَحُدُّ من خطر الإصابة بالسرطان البطاني الرحمي.

تمارس الوراثة دورًا في حوالى 5٪ من النساء المصابات بسرطان بطانة الرحم.يحدث حوالى نصف الحالات التي تنطوي على الوراثة عندَ النساء اللواتي لديهن أو لدى أقاربهنّ شكلٌ وراثي من سرطان القولون يسمى متلازمة لينش Lynch syndrome (سرطان القولون والمستقيم غير السّليلي الوراثي hereditary nonpolyposis colorectal cancer).

الأعراض

عدُّ النَّزفُ غير الطبيعي من المهبل أكثرَ الأعراض المُبكِّرة شيوعًا.وينطوي النَّزفُ غير الطبيعي على:

  • النَّزف بعدَ سن اليأس
  • النَّزف بين فترات الطمث
  • فترات الحيض غير المنتظمة أو الغزيرة أو التي تستمرُّ فترةً أطول من المعتاد

يحدث السرطانُ البطاني الرحمي عند حوالى واحدةٍ من كلِّ ثلاث نساءٍ يُعانين من النَّزف المهبلي بعدَ انقطاع الطمث.ينبغي على النساء اللواتي يعانين من نزفٍ مهبليٍّ بعدَ انقطاع الطمث مراجعة الطبيب على الفور.كما قد تخرج مفرزاتٌ مائيَّةٌ ممزوجة بالدَّم.قد تُعاني النساءُ بعدَ انقطاع الحيض من خروج مفرزاتٍ مهبلية لعدَّة أسابيع أو أشهر، يتبعها نزفٌ مهبلي.

التشخيص

  • لخزعة
  • التَّوسُّع والكشط dilation and curettage بمنظار الرحم أحيانًا

قد يشتبه الطبيبُ في سرطان بطان ةالرحم إذا وُجد واحد ممّا يلي:

  • تظهر عندَ النساء أعراضٌ نموذجيَّة، مثل النزف المهبلي بعد انقطاع الطمث أو بين فترات الحيض أو فترات الحيض غير المنتظمة أو الغزيرة أو الطويلة بشكل غير مألوف
  • تكون نتائج اختبار بابانيكولاو (Papanicolaou (Pap، الذي يُجرى كجزءٍ من الفحص الروتيني عادةً، غير طبيعية.

وعندَ الاشتباه بالسرطان، يستأصل الأطباء عيِّنةٍ من نسيج بطانة الرحم (خزعة بطانة الرحم) في عيادتهم ويرسلونها إلى المختبر لتحليلها.تكشف خزعة بطانة الرحم السرطان البطاني الرَّحمي بدقة أكبر من 90٪.

وإذا استمرَّ تعذُّر تأكيد التشخيص أو ما يوحي بالسرطان، يقوم الأطباء بكشط نسيجٍ من بطانة الرحم لتحليله – وهو إجراء يسمّى التَّوسيع والكشط (D and C).وفي الوقت نفسه، يقوم الأطباءُ عادةً بمعاينة الجزء الداخلي من الرحم باستخدام أنبوب مشاهدةٍ رفيعٍ ومرن يُدخَل عبر المهبل وعنق الرحم إلى الرحم في إجراءٍ يُسمَّى تَنظير الرَّحِم hysteroscopy.وبدلًا من ذلك، قد يتمُّ إدخال جهاز التَّصوير بتخطيط الصَّدى من خلال المهبل إلى الرَّحم (يُسمَّى الإجراء تخطيط الصَّدى بطَرِيقِ المهبل transvaginal ultrasonography) لتقييم الشذوذات.ونادرا ما تكون هناك حاجة إلى خزعة الرئة لوَضع التَّشخيص.

إذا تمَّ تشخيص السرطان البطاني الرحمي، يمكن إجراء بعض أو جميع الإجراءات التالية:

  • الاختبارات الدموية
  • اختبارات وظائف الكلية والكبد
  • أشعَّة سينيَّة للصدر
  • تَخطيطُ كَهرَبِيَّةِ القَلب

إذا كانت نتائج الفحص السَّريري أو غيرها من الاختبارات تشير إلى أنَّ السرطان قد انتشر إلى خارج الرحم، ينبغي إجراء التصوير المقطعي المحوسب (CT).ومن الضروري القيام بإجراءاتٍ أخرى في بعض الأحيان.

مرحلة سرطان بطانة الرحم

يعتمد تحديدُ المرحلة على معلوماتٍ تمَّ الحصول عليها من هذه الإجراءات، وفي أثناء جراحة استئصال السرطان.

وتعتمد المراحل على مدى انتشار السرطان:تتراوح المراحل من المرحلة الأولى I (المبكّرة) إلى المرحلة الرابعة IV (المتقدمة).

  • المرحلة الأولى: يقتصر حدوثُ السرطان على الجزء العلوي من الرحم، وليس في الجزء السفلي (عنق الرحم).
  • المرحلة الثانية: يكون السرطانُ قد انتشر إلى عنق الرحم.
  • المرحلة الثالثة: انتشر السرطان إلى أعضاء البطن (مثل الأمعاء والكبد) أو العقد اللمفيَّة المجاورة.
  • المرحلة الرابعة: يكون السرطانُ قد انتشر إلى المثانة أو الأمعاء أو إلى أعضاءٍ بعيدة.

المآل

يختلف المآلُ باختلاف مرحلة سرطان البطانة الرحيمة.

وفيما يلي النسب المئوية للنساء اللواتي يبقينَ على قيد الحياة بعد 5 سنوات من التَّشخيص والمُعالجة

  • المرحلة الأولى أو الثانية: 70 إلى 95٪ (يَشفى معظمهنّ)
  • المرحلة الثالثة أو الرابعة: من 10 إلى 60٪

وبشكلٍ عام، تكون نسبة 63 في المائة من النساء خالياتٍ من السرطان بعد 5 سنوات من العلاج.

كما يكون المآلُ أفضل عادة إذا

  • لم يكن سرطانُ بطانة الرحم قد انتشر خارج الرحم.
  • كان السرطانُ ينمو ببطء نسبيًا.
  • كانت النساء أصغر سنًا عندَ اكتشاف السرطان.

ولكن، يكون المآل أسوأ بشكل عام عند الإصابة بالساركومات بالمقارنة مع السرطانات الغدية عندَ المصابات بسرطان بطانة الرحم.

الوقاية

ا يوجد تدبيرٌ يمكن أن يقي من الإصابة بسرطان بطانة الرحم.ولكن، يمكن تقليلُ خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم عن طريق التقليل أو تجنب الحالات والأنشطة التي يُعتقد أنها تزيد من هذا الخطر؛فعلى سبيل المثال، تزيد السمنة وارتفاع ضغط الدم من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.وهكذا، قد يكون من المفيد إنقاص الوزن وممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي صحّي.

المعالجة

  • استئصال الرحم والبوقين الرَّحميين والمبيضين
  • إزالة العُقَد اللِّمفِية المجاورة
  • بالنسبة إلى السَّرَطان الأكثر تقدُّمًا، تُستخدَم المُعالجة الشعاعيَّة مع أو من دون المُعالجة الكِيميائيَّة

يُعدُّ استئصالُ الرَّحم ( الاستئصال الجراحي للرَّحم) هو أساس معالجة النساء المصابات بالسرطان البطاني الرَّحمي.وإذا لم ينتشر السرطانُ خارج الرحم، فإنَّ استئصال االرحم بالإضافة إلى استئصال البوقين الرَّحميين والمبيضين salpingo-oophorectomy يؤدي إلى الشفاء من السرطان دائمًا تقريبًا.وما لم يكن السرطانُ في مرحلةٍ متقدِّمة، فإنَّ استئصالَ الرحم يُحسّن المآل.

يجري استئصالُ العُقَد اللِّمفِية المجاورة في الوقت نفسه عادةً.تُفحص هذه الأنسجةُ من قبل اختصاصي علم الأمراض (التشريح المرضي) لمعرفة مدى انتشار السرطان في حال وجوده.ومع توفُّر هذه المعلومات، يمكن للأطباء تحديد مدى ضرورة اللجوء إلى مُعالجة إضافية (المُعالجة الكيميائية أو المُعالجة الشعاعيَّة أو البروجستين) بعدَ الجراحة.

يمكن للأطباء إزالة الرحم وقناتي فالوب (البوقين) والمبيضين باستخدام إحدى الطرائق التالية:

  • إجراء شِقٍّ في البطن (جراحة مفتوحة)
  • استعمال أنبوب مشاهدة رفيع (منظار البطن laparoscope) بحيث يُدخَل عبرَ شقّ صغير أسفل السُّرَّة مباشرةً، ثم تُمرّر الأدوات عبر منظار البطن، وفي بعض الأحيان بمساعدة الروبوت (جِرَاحَة بالمِنظَار laparoscopic surgery).
  • استئصال الأنسجة من خلال المهبل (لا حاجة لإجراء شِقّ)

معالجةُ سرطان بطانة الرحم الذي انتشر إلى عنق الرحم أو إلى الأنسجة أو المهبل أو العُقَد اللِّمفِية المجاورة

إذا كان السرطانُ قد انتشر إلى عنق الرحم (المرحلة الثانية) أو إلى الأنسجة المجاورة أو المهبل أو العُقَد اللِّمفِية (المرحلة الثالثة)، تكون هناك حاجة إلى المُعالجة الشعاعيَّة ، مع أو من دون المُعالجة الكِيميائيَّة.كما يجري عادة استصالُ الرحم والبوقين الرحميين والمبيضين أيضًا.

معالجةُ سرطان بطانة الرحم المتقدّم جدًّا

تختلف المعالجةُ بالنسبة للسرطان المتقدّم جدًّا (المرحلة الرابعة)، حيث إنَّها تنطوي عادةً على توليفةٍ من الجراحة والمُعالجة الشعاعيَّة والمُعالجة الكيميائية، وأحيانًا البروجستينات (أدوية اصطناعية مماثلة لهرمون البروجسترون).

يمكن اللجوءُ إلى المُعالجَة الشعاعيَّة بعدَ الجراحة في حال بقاء بعض الخلايا السرطانية غير المُكتَشَفة.وإذا كان السرطانُ قد انتشر إلى عنق الرحم أو إلى خارج الرحم، فإنَّه يُوصى بالمُعالجَة الشعاعيَّة بعدَ الجراحة.وفي بعض الحالات (كما هيَ الحال عندما ينتشر السرطانُ إلى عنق الرحم أو المبيض أو العقد اللمفيَّة)، تؤدي الجراحةُ بالإضافة إلى المُعالجَة الشعاعيَّة إلى مآلٍ أفضل.

ويمكن عندَ انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة أو تكرُّر حدوثه استعمال أدوية المُعالجة الكيميائية (مثل كاربوبلاتين carboplatin وسيسبلاتين cisplatin ودوكسوروبيسين doxorubicin وباكليتاكسيل paclitaxel) بدلًا من المُعالجَة الشعاعيَّة أو معها أحيانًا.تُنقِص هذه الأدوية حجمَ السرطان وتسيطر على انتشاره عند أكثر من نصف النساء اللواتي يخضَعنَ للعلاج؛إلَّا أنَّ هذه الأدوية تكون سامَّة، ويؤدي استعمالها إلى ظهور الكثير من الآثار الجانبيَّة.

يجري استعمال البروجستينات في بعض الأحيان.تكون سُميَّة هذه الأدوية أقلَّ بكثير من سُميَّة أدوية المُعالجة الكِيميائيَّة.

معالجةُ ساركومَة الرحم

في ساركومَة الرحم (وهي شكلٌ من سرطان بطانة الرحم أكثر عدوانية)، تقوم المعالجةُ على استئصال االرحم بالإضافة إلى استئصال البوقين الرَّحميين والمبيضين، والمعالجة الكيميائية عادة.

وإذا لم تكن الجراحة ممكنة، نلجأ إلى المُعالجة الشعاعيَّة أو الكيميائيَّة.

استئصالُ الرَّحِم hysterectomy

استئصال الرحم هو إزالة الرحم.

يجري استئصالُ الرَّحم من خلال شِقٍّ في أسفل البطن عادةً (جراحة مفتوحة).ويمكن استئصالُه من خلال المهبل في بعض الأحيان (جراحة مهبلية).تستغرق أي من هذين الطريقتين ما بين ساعة إلى ساعتين، وتحتاج إلى تخديرٍ عام.يمكن أن يحدثَ بعد ذلك نزفٌ مهبليٌّ وشعورٌ بالألم.تتراوح مدّة الإقامة في المستشفى ما بين 2-3 أيَّام عادةً، وتصل مدّة التَّعافي إلى ستَّة أسابيع.يكون النَّزفُ قليلًا عندَ استئصال الرَّحم عن طريق المهبل، مع حدوث الشفاء بسرعةٍ أكبر وغياب الندبة المرئيَّة.

ومع التقدّم التقني يمكن استئصالُ الرحم باستخدام الجراحة بالمنظار أو الجراحة التنظيرية بمساعدة الروبوت.

  • الجِرَاحَةٌ بالمِنظَار: يَجرِي إدخالُ أداة رفيعة وكاميرة فيديو صغيرة من خلال شقوق صغيرة بالقرب من السُّرَّة؛ثمّ تقوم الكاميرة بإرسال صورة من داخل البطن إلى جهاز العرض.يُمسك الجرَّاحون الأدوات بأيديهم في أثناء مشاهدة جهاز العرض، ويستخدمونها في قطع الأنسجة وخياطتها.
  • الجراحة البطنية التنظيرية بمساعدة الروبوت: يُجرى تنظير البطن بالطريقة المعتادة.ولكن الأذرع الآلية، وليس الجرّاحين، هي التي تحمل هذه الأدوات.يستخدم الجرّاحون أدوات التحكّم في اليد للمناورة بأذرع الروبوت.تُستخدَم الكاميرة لتوفير صورة ثلاثية الأبعاد شديدة الوضوح (غنيَّة بالتفاصيل) من الداخل، ويجري عرضُها في وحدة تحكُّم.يجلس الجرَّاحون في وحدة التَّحكُّم لمشاهدة هذه الصورة، ويستعملون جهازَ حاسوب يترجم حركاتِ أيديهم إلى حركاتٍ دقيقة للأدوات الجراحيَّة.

تقتصر الإقامةُ في المستشفى على يوم واحد بعدَ أي من الجراحة بالمنظار.تكون معاناةُ النساء من الألم والمضاعفاتٍ أقلَّ عادةً، ويمكنهنّ العودة بسرعةٍ أكبر إلى ممارسة نشاطاتهنّ الطبيعيَّة بعدَ الجراحة بالمنظار مقارنةً بالجراحة المفتوحة (التي تنطوي على إجراء شقٍّ أكبر).

بالإضافة إلى مُعالجة بعض أنواع السرطانات النسائية، يمكن استئصالُ الرحم لعلاج هبوط الرحم أو الانتباذ البطاني الرَّحمي أو الأورام الليفية (إذا تسبَّبَت في حدُوث أعراضٍ شديدة).يُجرى ذلك في بعض الأحيان كجزءٍ من معالجة سرطان القولون أو المستقيم أو المثانة.

توجد عدّةُ أنواع من استئصال الرحم.ويعتمد النوعُ المُستَخدم على الاضطراب الذي تجري معالجته.

  • استِئصالُ الرَّحِمِ دُونَ التَّام (فَوقَ العُنُق) Subtotal (supracervical) hysterectomy: يقتصر الاستئصال على الجزء العلوي من الرحم دون استئصال عنقه.يمكن أن يحدثَ استئصالٌ للبوقين الرَّحميين أو للمبيضين.
  • استِئصالُ الرَّحِمِ التام Total hysterectomy: يُستأصَل كامل الرحم بما في ذلك عنق الرحم.
  • استِئصالُ الرَّحِمِ الجَذرِيّ Radical hysterectomy: يُستأصَل كامل الرحم، بالإضافة إلى الأنسجة المحيطة به (بما في ذلك الجزء العلوي من المهبل والأربطة، والعُقَد اللِّمفِيَّة عادة).يجري استئصالُ البوقين الرَّحميين والمبيضين من النساء اللواتي تجاوزت أعمارهنَّ 45 عامًا.

بالنسبة لسرطان بطانة الرحم أو سرطان البوق الرحمي، يُجرى استئصال كامل للرحم عادةً.أمّا في سرطان عنق الرحم أو سرطان المهبل، فقد تنطوي المعالجة على استئصال الرحم الجذري.

يتوقف الحيضُ بعدَ استئصال الرحم؛إلَّا أنَّ استئصالَ الرحم لا يُسبِّبُ الضهى menopause أو غياب أعراض الدورة الحيضية (سن اليأس) ما لم يجرِ استئصال المبيضين أيضًا.يكون لاستئصال المبيضين تأثيرات الضهى أو سن اليأس نفسها، لذا فقد يُوصى باستعمال المعالجة الهرمونيَّة.

تتوقع الكثير من النساء أن يَشعُرنَ بالاكتئاب أو بنقص الاهتمام بالجنس بعد استئصال الرحم؛إلَّا أنَّ ظهور هذه التأثيرات نتيجة استئصال الرَّحم يحدث في حالاتٍ نادرة ما لم يجري استئصال المبيضين أيضًا.

إذا أصبحت أعراضُ الضهى مثل الهَبَّات السَّاخنة وجفاف المهبل مزعجةً بعدَ استئصال الرحم، يمكن استعمال هرمونات مثل الإستروجين أو البروجستين أو كليهما لتخفيفها.تُعدُّ هذه المعالجةُ آمنة، ولا تزيد من خطر الإصابة بالسرطان مرةً أخرى.

تسليخُ العُقدَ اللِّمفَية الخافرة lymph node dissection

تسليخ عُقدة لمفيَّة خافِرة sentinel: هي العقدة اللمفية الأولى التي من الأرجح أن تنتشرَ خلايا السرطان إليهاقد يكون هناك أكثر من عُقدة لمفية واحدة خافرة.وتسمّى هذه العقدُ العُقَدَ اللِّمفيَّة الخافرة لأنها أوّل من يشير إلى انتشار السرطان.

ينطوي تسليخ عقدة لمفية خافرة على

  • التعرُّف إلى العقدة اللمفية الخافرة (يُسمّى ذلك تحديد المواضع)
  • إزالتها
  • فحصُها تحت المجهر لتحري وجود خلايا سرطانية.

لتحديد العُقد اللِّمفيَّة الخافرة، يحقن الأطباء صبغة زرقاء أو خضراء ومادة مُشعَّة، في عنق الرحم عادة،حيث تتّجه هذه المواد إلى العقدة اللمفيَّة قرب الرحم، وتحدّد السبيل منه إلى تلك العقد أو العقدة الأقرب إليه؛وخلال الجراحة، يتحرَّى الاطباءُ العُقَد اللِّمفيَّة التي تبدو زرقاء أو خضراء أو التي تُرسل إشارةً مُشعَّةً (يجري التحرّي عنها عن طريق جهاز محمول باليد)،يستأصل الأطباءُ هذه العقد، ويُرسلونها إلى مختبر لتفحُّص الخلايا السرطانية فيها.وإذا كانت العُقَد اللِّمفِية الخافرة لا تحتوي على خلايا سرطانية، لا يجري استئصال عُقَد لمفيَّة أخرى (ما لم تبدُ شاذّة).

عندما يبدو السرطانُ مقتصرًا على الرحم، قد يقوم الأطباء بتحديد مواضع العقد اللمفية الخافرة بدلاً من استئصال جميع العقد اللمفية.

الحملُ والسرطان البطاني الرَّحمي

تجعل المعالجة باستئصال الرحم الجذري، أو المُعالجة الكِيميائيَّة، أو المُعالجة الشعاعيَّة من المستحيل على المرأة عادةً أن تُصبِح حاملًا أو تحمل حملًا حتى نهايته.ولكنّ التقدّم في تقنيات المساعدة على الإنجاب قد تمكِّن النساءَ من إنجاب طفل بعدَ هذه الإجراءات.إذا كانت القدرةُ على إنجاب الأطفال مهمةً بالنسبة لهن، فيجب على النساء التحدّث إلى طبيبهن والحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول مخاطر ومتطلّبات هذه الإجراءات، بالإضافة إلى احتمال الحمل و إنجاب طفل بعدَ مثل هذا الإجراء.

إذا كان سرطانُ بطانة الرحم في مرحلة مبكّرة جدًا، يمكن اللجوءُ إلى معالجة تحافظ على الإخصاب أحيانًا.يُجرى التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان الورم قد انتشر أم لا، وينبغي استشارة اختصاصي الخصوبة في ذلك.

وتشتمل مُعالجَاتُ الحفاظ على الخصوبة على:

  • استخدام البروجستين (دواء اصطناعي مماثل لهرمون البروجسترون)، الذي يمكن أن يقلّص من حجم الورم
  • استعمال لولب رحميّ IUD يُطلق مادَّة الليفونورجستريل levonorgestrel (أحد البروجستينات progestin)
  • جراحة المحافظة على الخصوبة (المحافظة) في حالاتٍ نادرة

في جراحة الحفاظ على الخصوبة، يقوم الأطباء باستئصال الورم والأنسجة المحيطة به وتحته فقط.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »