هدى شعراوي وقضايا نسوية قديمة /راهنة

أول ناشطة نسوية عرفتها مصر، نور الهدى محمد سلطان أو “هدى شعراوى”، ابنة محافظة المنيا من صعيد مصر مواليد 23 يونيو 1879، عائلتها كانت ميسورة الحال، والداها كان سلطان باشا، والذى كان يعمل رئيس المجلس النيابى الأول فى مصر فى عهد الخديوى توفيق، نشأتها وتعليمها كان سببًا كبيرًا فى تشكيل فكرها، وهو ما صنع هدى شعراوى الناشطة النسوية التى بحثت عن الحرية والإستقلال وحاربت من أجلأن تحيا حياة مكتملة ليست منحة من أحد، معارك كثيرة خاضتها هدى شعراوى، عن الحجاب والطلاق والحق فى التعليم معارك ظنت أنها ستنتصر فيها وتجلب حقوق مسلوبة لغيرها من النساء، لكنها لم تعرف أن بعد 90 عامًا من ثورتها على أفكار المجتمع التى تحارب النساء، مازال نساء هذا الجيل بعد كل هذا العُمر يحاربن من أجل القضايا ذاتها، فى ذكرى وفاتها 12 ديسمبر، نسترجع أبرز القضايا النسوية التى حاربت من أجلها ومازلن نصارع من أجلها حتى 2016…

أولا :

الحجاب ..


بادرت هدى شعراوى منذ أكثر من 90 عامًا وخلعت حجاب العقل، رفضت أن تخفى هويتها وتطمسها خلف هذا البرقع، أرادت أن تحيا حياة كاملة تتعلم وتثور وتعبر، أرادت أن تقول للعالم نحن النساء لنا مكان فى هذا العالم ونستحق الحياة، بدائيات الحرية التى حاولت هدى شعراوى اقتناصها أو ظنت ذلك، مازال بنات هذا الجيل يدفعن ثمنها، فهناك العشرات من القصص المأساوية لنساء دفعن ثمن حريتهن غالى، مازالت قيود المجتمع تسيطر، مازالت العادات والتقاليد تحكم، مجتمع ينصف غير المحجبة على أنها عاهرة والمحجبة بأنها هى التقية، مجتمع لايرى من النساء سوى ملابسها، لا يرى علقها ولا يعترف بوجودها فهى فقط بالنسبة له جسد.

ثانيا :

زواج القاصرات.. 

وفقا لأخر إحصائية لجهاز التعبئة العامة والإحصاء، فإن نسبة زواج القاصرات فى مصر  11% من النساء أجبرن على الزواج دون الأخذ برأيهن، وأكثر من 40% من الإناث تزوجن قبل بلغوهن عُمر الـ 18 عامًا.

هذه الإحصائيات التى تؤكد أن الأوضاع المرأة فى مصر لا تتحسسن بأى شكل بل هى تتحول إلى الأسوأ، فما دعت إليه هدى شعراوى قبل 90 عامًا برفع سن زواج الإناث وكذلك الشباب هى ذاتها القضية التى تحارب من أجلها الجمعيات النسوية فى عام 2016 وكأن الزمن لم يمر وتغيرات لم تحدث.

ثالثا:

الطلاق .. 

فى عام 1944، شاركت هدى شعراوى فى مؤتمر نسوى عربى، هذا المؤتمر الذى كان له بعض المطالبات على رأسها تقييد حق الطلاق وأن يكون أمام القاضى، وكذلك تقييد تعدد الزوجات إلا بإذن من القضاء وفى حالات مثل العقم أو الأمراض غير القابلة للشفاء، حتى لا يفسح المجال أمام تعدد الزوجات أو حتى الطلاق الذى ينتج عنه أسر مشردة، وتمر السنين وتبقى القضايا ذاتها هى من تحارب من أجلها المرأة حتى الآن، وهو ما تعبر عنه ارتفاع نسب الطلاق فى مصر التى وصلت وفق أخر إحصائية لجهاز المركزى للتعبئة العامة والأحصاء إلى أن هناك ارتفاع فى نسب الطلاق تصل إلى 240 حالة طلاق يوميًا وهو الرقم الذى يؤكد على ارتفاع الظاهرة بنسبة كبيرة فى السنوات الأخيرة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »