العدد الثاني عشر …. النصف الثاني من شهر تموز يوليو من عام ٢٠٢٣ …. النساء يواجهن عنفًا مزمنًا في مخيمات الأرامل بسوريا
كشف تقرير حديث عن مواجهة النساء والأطفال الذين يعيشون في بعض المخيمات التي يصعب الوصول إليها شمال غرب سوريا، مستويات عالية ومزمنة من العنف والاكتئاب، كما تضطر بعض النساء لتقديم تنازلات جنسية من أجل البقاء على قيد الحياة.
يعاني الأطفال فيما يُسمى بمخيمات الأرامل من الإهمال والإساءة والعمل القسري، بينما وصلت الأمهات إلى نقطة الانهيار نفسيًا، فأكثر من 80% من النساء تقلن إنهن لا يحصلن على رعاية صحية مناسبة، كما عبرت 95% من النساء عن شعورهن باليأس.
قال 34% من الأطفال إنهم تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال العنف، كما قال 2% منهم إنهم اضطروا للزواج مبكرًا، فيما تشكل عمالة الأطفال مشكلةً كبيرةً، إذ يضطر 58% من الصبيان و49% من البنات من عمر 11 عامًا أو أكبر للعمل.
قالت امرأة من كل 4 سيدات إنها تعرضت للانتهاك الجنسي في المخيم بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري
قابلت منظمة “World Vision” غير الحكومية 419 شخصًا في 28 مخيمًا حيث تعيش عشرات آلاف النساء العازبات – من بينهن مطلقات أو ممن فقدن أزواجهن – مع أطفالهن، قالت امرأة من كل 4 سيدات إنها تعرضت للانتهاك الجنسي في المخيم بشكل يومي أو أسبوعي أو شهري، بينما قالت 9% ممن أجرين المقابلات إنهن تعرضن للإساءة الجنسية كذلك.
تقول المنظمة إنه لا يُسمح للنساء بمغادرة المخيم بحرية، وبسبب عدم قدرتهن على البحث عن عمل بأجر أو دعم أسرهن، لا تملك بعضهن خيارًا إلا الخضوع لمساومات جنسية من قبل الحراس الذكور ومديري المخيم.
قالت ألكسندرا ماتي المؤلفة الرئيسية للتقرير: “إننا نرى العالم يعرب عن تضامنه – وهو محق بالطبع – مع ضحايا الصراع في أوكرانيا، كما تلتزم الحكومات بكل كرم بالقيام بكل ما يلزم لتلبية احتياجاتهم الإنسانية، لكن الأرامل وأطفالهن في سوريا يستحقون نفس المستوى من التعاطف والشفقة والالتزام، فآلامهم ويأسهم واحتياجاتهم ليست أقل من أي شخص آخر يفر من صراع”.
نزح ما يقرب من 7 ملايين سوري داخليًا منذ 2011، ويعيش نحو 2.8 مليون منهم في 1300 مخيم للنازحين داخليًا شمال غرب البلاد
تعاني فاطمة – اسم مستعار – وهي أم لثلاثة أطفال في أحد المخيمات، من آلام شديدة في الظهر لكنها لا تستطيع الحصول على رعاية صحية، تقول فاطمة: “إننا لا نملك حتى الماء والخبز، عندما يطلب مني الأطفال موزًا أدعوهم للصبر، ليس هناك ما أفعله، فالماء والخبز أكثر أهمية”.
تقول فاطمة إن الذهاب إلى الجبل لجلب الأخشاب من أجل التدفئة أو الطبخ ليس آمنًا للنساء والفتيات، وتضيف “الوضع ليس آمنًا على الإطلاق، اضطر دائمًا لأخذ جارتي أو أي شخص آخر معي حتى لا أذهب وحدي، حتى الأطفال لا يمكن إرسالهم وحدهم هناك”.
نزح ما يقرب من 7 ملايين سوري داخليًا منذ 2011، ويعيش نحو 2.8 مليون منهم في 1300 مخيم للنازحين داخليًا شمال غرب البلاد.
لم يتم تلبية إلا أقل من نصف خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا العام الماضي
مخيمات الأرامل في إدلب وحلب، والظروف هناك أسوأ بكثير من بقية المخيمات العامة، فسكان المخيم لا تصلهم المساعدات أو يصلهم القليل منها فقط، إنهم يواجهون ما وصفه عمال الإغاثة بـ”أزمة مروعة داخل الأزمة” وكذلك أسوأ تحديات الحماية، كما تواجه المنظمات المحلية غير الحكومية قيودًا على الوصول إلى تلك المخيمات.
جاء تقرير منظمة “World Vision” قبل مؤتمر تعهدات الحكومة بشأن سوريا في بروكسل مايو/أيار، كان التمويل قد انخفض لأدنى مستوى له منذ 2015 بسبب “إعياء المانحين وكوفيد-19” وفقًا لما قاله التقرير.
لم يتم تلبية إلا أقل من نصف خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا ، ووفقًا للأمم المتحدة، فأكثر من 14 مليون سوري بحاجة لشكل من أشكال المساعدة.