افتتاحية العدد الثاني عشر …. النصف الثاني من شهر تموز يوليو من عام ٢٠٢٣ …. عن المرأة و الديمقراطية
قد لا يحتاج لاثبات ، لدينا على الاقل ، أن الخصائص المعنوية والبدنية التي يتمتع بها كل من الرجل والمرأة ليست مرتبطة بأوصاف جسدية، بقدر ماهي مرتبطة بالدلالات الاجتماعية التي تمنحها، ومن خلال المعايير التي تقضيها السلوكيات الاجتماعية ويفرضها مزاج المجتمع. فما هو قائم على الحقيقة ليس الا وجوداً اختلافياً في التوظيف الاجتماعي، يطبق على الفتاة والفتى، إففي الوقت الذي يتم تشجيع المرأة على النعومة يتم تشجيع الرجل على الخشونة و الفحولة. و هكذا تصنع المراة و يصنع الرجل و يصنع معهما التمييز ضد المرأة ، تسليعها و تشييئها ، و تصبح المواقف الذكورية المتشددة ضدها لها تبريرات تكاد تكون ذات مصدر طبيعي مشروع .
في الواقع و على الحقيقة نعم كما تقول الفيلسوفة الفرنسية سيمون دوبوفوار ، المرأة لا تولد امراة انما تصبح كذلك ، بهذا المعنى يمكن فضح استراتيجيات الهيمنة الذكورية على المرأة و قنواتها الاجتماعية و السلطوية الممتدة الى جذر تاريخي عميق و اكتشاف ان كل تمييز ضد المرأة ليس الا فعلا قهريا يقف ضد الطبيعة التي ساوت بين الرجل و المرأة ، وان مقياس اية ديمقراطية فعلية واي عملية تحرير في كل مكانو في كل زمان انما يكمن بحرية المرأة ، تمكينها و صون حقوقها و مساواتها التامة بالرجل .
هيئة تحرير مجلة حواء النسوية الاكترونية