افتتاحية العدد التاسع عشر .. النصف الاول من شهر نوفمبر عام ٢٠٢٣..التحرش الجنسي ضد النساء ما هو وكيف نقاومه ؟
لعلنا لا نعرف جميعا أن التحرش الجنسي هو أحد أشكال العنف ضد المرأة والفتيات، و هو ما يتمثل في أي سلوك غير مرغوب فيه من الطابع الجنسي يهدف إلى إهانة أو تخويف أو إذلال أو إجبار أو انتهاك لشخص المرأة . يمكن أن يحدث التحرش الجنسي في أي مكان، مثل الشارع، المدرسة، العمل، النقل العام، الإنترنت، الأماكن العامة، الأماكن الخاصة، إلخ. و يمكن أن يكون التحرش الجنسي لفظيًا أو جسديًا أو مرئيًا أو غير مرئيًا، ويمكن أن يكون متكررًا أو مفردًا، ويمكن أن ينطوي على شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص.
ولا يخفى بالتأكيد أن هذا السلوك المؤذي يؤثر سلبيًا على صحة وحياة وحقوق وكرامة الضحايا من النساء ويسبب لهن الألم والخوف والعار والاكتئاب والقلق والانعزال والانخفاض في الثقة بالنفس والاداء. كما أن التحرش الجنسي يعرقل تحقيق المساواة بين الجنسين والتنمية والسلام في المجتمعات.
و لمقاومة التحرش الجنسي، يجب على النساء والفتيات أن يتعلمن كيفية الدفاع عن أنفسهن وحقوقهن، وأن يبلغن عن الحوادث التي تتعرضن لها، وأن يطلبن المساعدة والدعم من الأشخاص الموثوقين أو المؤسسات المختصة. كما يجب على الرجال والفتيان أن يتحملوا مسؤوليتهم في منع ومكافحة التحرش الجنسي، وأن يحترموا ويدعموا النساء والفتيات، وأن يتصرفوا بشكل مسؤول وأخلاقي، وأن ينضموا إلى الحملات والمبادرات التي تهدف إلى إنهاء هذه الظاهرة.
و هيئة تحرير مجلة حواء النسوية الالكترونية تضم صوتها الى القائلين بأن الحلول المقترحة للتخلص من التحرش الجنسي يجب أن تشمل تشريع وتطبيق قوانين وسياسات صارمة وفعالة لحماية النساء والفتيات ومعاقبة المتحرشين، وتوفير خدمات ومرافق آمنة ومناسبة للضحايا، وتوعية وتثقيف الناس عن حقيقة وخطورة التحرش الجنسي وكيفية التصدي له، ولعل الأهم علي الاطلاق هو احداث تغيير في الثقافة والعادات والمعتقدات الخاطئة التي تبرر أو تساهم في التحرش الجنسي، وت بالتأكيد عبر تعزيز دور النساء والفتيات في المجتمع وتمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا.
أخيرا و بمناسبة قرب حلول اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء الذي يصادف في الخامس و العشرين من الشهر الجاري ،(ستصدر مجلة حواء النسوية الالكترونية عددا خاصا بهذه المناسبة ) ، نجد من الضروري التطرق الي التعريف الدقيق الذي اقرته الأمم المتحدة للتحرش الجنسي و هو بالضرورة بحسب المنظمة الدولية “أي سلوك غير مرغوب فيه من الطابع الجنسي يتخذ شكلًا ماديًا أو لفظيًا أو غير لفظي، والذي يهدف إلى أو ينتج عنه انتهاك كرامة الشخص، وخاصة عندما يخلق بيئة مهينة أو معادية أو مهددة أو مهينة أو عدوانية” ¹. وما يربط موضوع التحرش الجنسي بالمرأة كما أسلفنا أعلاه أن الأمم المتحدة تعتبر محقة أن التحرش الجنسي واحدًا من أشكال العنف ضد المرأة، والذي يعرف وفقها بدوره بأنه “أي فعل من أفعال العنف المبنية على النوع الاجتماعي والتي تؤدي إلى أو من المرجح أن تؤدي إلى أذى أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية أو معنوية للمرأة، بما في ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال أو الإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة.
فلنكن معا من أجل وضع حد للتحرش الجنسي ضد المرأة بكل السبل المتاحة
هيئة تحرير مجلة حواء النسوية الالكترونية