العدد الحادي و العشرين ..النصف الأول من شهر ديسمبر كانون الاول من عام ٢٠٢٣..حوار مع ابتسام تريسي :” لم تقتصر رواياتي على تصوير المرأة بدور الأم أوالسيدة المظلومة”

أروى الباشا لطالما كانت المرأة العنصر الرئيسي في الشعر العربي، والملهمة الأولى للشعراء، فضلاً عن أن كثيراً منهم قدموا شعرهم كله تغزلاً بالمرأة أو حزناً على فراقها، مثل قيس بن الملوح المعروف باسم «مجنون ليلى» أو عباس بن الأحنف الذي سار على نهجه في كثير من الأحيان.

في عصرنا الحالي، يعود العنصر النسائي مجدداً إلى الأدب لاسيما في مجال قصيدة التفعيلة التي يُقال إن بداياتها تعود لنازك الملائكة في قصيدتها المشهورة «الكوليرا». وسواء صدقت تلك الرواية أو خابت، بقيت المرأة في هرم المواضيع الأكثر طغياناً على الشعر المعاصر، مع تنوع الأساليب والرموز وخروج مفهوم المرأة من تلك التي يُتغزل بها إلى الآلهة التي تأتي بمثابة منقذ ومجير، كما في قصائد كثيرة منها أنشودة المطر لبدر شاكر السياب.

في الرواية لم يكن الأمر ببعيد عن الشعر، إذ جاءت الكثير من الأديبات المطالبات بحقوق النساء وعكست كتاباتهن حركة نهضة المرأة والتحرر، مثل غادة السمان وأحلام مستغانمي وسعاد الصباح وأخريات.

لكن كيف تم تصوير المرأة في الرواية العربية؟ تحاول هذه المادة الإجابة على هذا السؤال من خلال لقاء مع الروائية السورية ابتسام تريسي. يتطرق حواري مع الروائية تريسي إلى مواضيع كصورة المرأة ودورها في سطور كثير من الروايات العربية، إضافة للحديث عن دور الأدب السوري والنسوية في زمن الثورة.

أروى الباشا: سنبدأ بأعمالك الأدبية، ما المساحة التي خصصتها للنساء في رواياتك؟ وما الحالات التي صورتيهن فيها؟

ابتسام تريسي: في مجموعاتي القصصية الثلاث البطولة مطلقة للمرأة، تحدثت عن مشكلات مجتمعية واضطهاد وحقوق من منظور أنثوي. في رواياتي كان للنساء أهمية قصوى في الثورة والحياة الاجتماعية والبناء. أقصد بـ”الثورة،” ثورة الشمال ضد المحتل الفرنسي في أربعينات القرن الماضي التي تناولتها في “جبل السماق”. ففي روايتي “جبل السماق” تعددت أدوار النساء التي تناولتها فكان هناك المرأة الأم المربية الفاضلة في شخصية فاطمة، والمقاتلة في شخصية عائشة، والمضطهدة المظلومة في شخصية “لحلوحة”، و”العاهرة” في شخصية فضة.

وفي معظم رواياتي هناك مساحة لتصوير الأم والمثقفة، وسيدة المجتمع، والكاتبة والمبدعة والطبيبة والمهندسة والمضطهَدة والمضطهِدة. المرأة كما الرجل لها عدّة وجوه ولم تقتصر رواياتي على تصويرها بدور الأم أوالسيدة المظلومة. أمّا في رواياتي التي كتبتها عن الثورة السورية، فالمرأة فيها هي أساس الثورة ووقودها أيضاً.وفي آخر رواياتي “ظلال تيلا” صوّرت المرأة المقترنة بالورد، فكانت المرأة رمزاً للأرض؛ فقد تناولت حياة 12 سيدة كل واحدة منهن تحمل اسم وردة وصفاتها. الرواية كلها نساء وستصدر قريباً في تونس.

أروى الباشا: كيف تم تصوير النساء في غالبية الروايات السورية؟ وما هي الفرص التي حظيت بها المرأة لتكون بطلة فيها؟

ابتسام تريسي: بعض الكاتبات أخلصن لقضايا المرأة وكتبن عن عالمها فقط وتحيزن لها كمكون اجتماعي مضطهد ومهضوم الحقوق. وقد نوقشت قضاياها على مدى التاريخ الأدبي منذ أول رواية كتبتها ألفت الإدلبي “دمشق يا بسمة الحزن” وحتى الآن.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »