العدد الثاني و العشرين ..النصف الثاني من شهر ديسمبر كانون الاول من عام ٢٠٢٣..سوسن أبوالخير: الرقص التعبيري احتجاج صامت على أوجاع المرأة
في داخل الفنانة السورية الشابة سوسن أبوالخير قوة وجع داخلية، وربما لهذا السبب تلجأ إلى التعبير عن أوجاع المرأة الشرقية بالتمثيل حيناً وبالرقص التعبيري حيناً آخر، أو بكليهما معاً في حالة ثالثة· في المسرح شاركت سوسن بمسرحية ”الرقصة الأخيرة” للمخرج ماهر صليبي، ووجدت في دورها فرصة لتعبيرات الجسد وإفراغ شحنة كبيرة من التمرد، وكذلك في مسرحية ”الرهان” لنائلة الأطرش· أما في أعمالها التلفزيونية فنلحظ أن عناوين أعمالها تكشف عن خياراتها في مسلسلي (رحلة الجسد) و(تمرد العقل) و(عشتار) و(رجل الانقلابات) و(أشياء أخرى تشبه الحب)· أفكارٌ راقصة تميز سوسن بدقة بين الرقص التعبيري المعاصر وبين الرقص الشعبي الموروث فتقول: الرقص التعبيري يقوم على فكرة ونص روائي أو سيناريو أدبي، ويتم التعامل معهما ومعالجتهما من خلال الرقص الإيمائي التعبيري، فالراقص أو الراقصة يعبر عن الفكرة وعن الحدث بالرقص بدل الكلام، أما الرقص الشعبي الفولكلوري فهو موروث تراثي يعبر عن انفعالات ولا يستند إلى فكرة أو نص مكتوب، كما هو الأمر في الرقص التعبيري· شاركت سوسن أبو الخير في العرض المسرحي الراقص (من يفتح الباب) مع فرقة رماد، حيث تم عرضه في خان أسعد باشا بدمشق كما قُدم في هولندا، وحاز على جائزة أفضل عرض، وتبدو سوسن مأخوذة بهذا العرض الذي تصفه بالساحر، وتضيف: لقد تألف العرض من قسمين: الأول هولندي قدم فيه الراقصون الهولنديون لوحات تعبر عن أوجاع شرقية، أما القسم الثاني فقدمناه نحن في فرقة رماد، واشتمل على لوحات عبرت كل واحد منها عن وجع من الأوجاع التي تعاني منها المرأة والفتاة الشرقية، وكذلك الرجل والشاب الشرقي، وقد مثلت تلك اللوحات ذروة (المودرن الإيمائي)·
تكامل الرقص والتمثيل تنفي الفنانة الشابة أن تكون لديها علامة فارقة تميزها عن زميلاتها، وتكتفي بالقول: لعلي أتميز بكوني ممثلة وراقصة تعبيرية معاً، وبهذا ربما يمكنني أن أقول: إن لي خصوصية بين الممثلات الشابات، وقد كان هذا طموحي الذي عملت عليه أثناء دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية وبعد تخرجي منه· وعما إذا كانت حائرة بين التمثيل والرقص التعبيري، وإذا كان الأخير يحجب عنها أدواراً في المسلسلات التلفزيونية، تقول سوسن: إن هذا الأمر محسوم، فالرقص التعبيري لا ينفصل عن التمثيل، رغم أن خصوصيتي بجمعهما قد غيبتني سنتين، أمضيتهما دون أي عمل، لكن فرصي التلفزيونية تزايدت بعد ذلك في الدراما التلفزيونية كممثلة، فقد شاركت في الموسم الماضي بأربعة أعمال مهمة لمخرجين كبار، حيث عملت مع المخرج هشام شربتجي في مسلسل (رياح الخماسين)، ولعبت فيه شخصية هدى إحدى البطولات النسائية في العمل، وهي تمثل دوراً مركباً وصعباً، نجحت بتجسيده، كما لعبت دور (عيشة) الخياطة في مسلسل (أهل الراية) للمخرج علاء الدين كوكش، ودور السيدة فاطمة بنت الخطاب شقيقة الخليفة عمر بن الخطاب في مسلسل (السيرة النبوية)، كما كانت لي مشاركات في لوحات مسلسل (بقعة ضوء)، حيث لعبت عدة شخصيات في مشاهد مختلفة· صديقة الأطفال إلى التمثيل والرقص التعبيري، فإن سوسن أبو الخير ما تزال صديقة للأطفال، حيث بدأت مشوارها الفني مبكراً معهم كمقدمة ومغنية لفوازير الأطفال، وهي مستمرة معهم في مسلسل خاص بهم يحمل عنوان (أنا وأخواتي)، ويبدو أن التقديم التلفزيوني يستهويها أيضاً، فهي مستمرة في تقديم برنامج (الكلمة والحرف) الموجه لليافعين، وتقول: إن التقديم التلفزيوني ممتع، خاصة عندما يكون حياً وعلى الهواء مباشرة، ولا أخفي أنني أشعر دائماً بالخوف لأنني أتعامل مع المشاهد مباشرة، لاسيما مع شريحة حساسة هي شريحة اليافعين الذين يتوجه إليهم البرنامج عبر الفضائية السورية·
في عيني سوسن يكمن حزن عميق، وهي لا تجد لذلك تفسيراً، لكنها تعترف قائلة: أنا فنانة يغلب عليها طابع الحزن، رغم أنها صريحة ومجتهدة· ألم نقل في البداية إنها شابة في داخلها قوة وجع داخلي؟