افتتاحية العدد الخامس و العشرين ..شهر شباط فبراير من عام ٢٠٢٤..هل صحيح أن جسد المرأة وصمة عار!!! كيف و لماذا ؟

ليس خافيا علي أحد و ليس بقابل للخلاف حوله أن جسد المرأة علي الرغم من كونه الحاضن الرئيس للحياة و المنتج لها يشكل وصمة عار و تابو ينبغي حجبه و تحقيره و الاستحواذ عليه ، و المريع الثقافي في مجتمعاتنا ان الجسد النسائي يجب زن لا يتفارق مع ذلك و أن يبقى موضوعا محاطا بالتابوهات والمحرمات، و أن يظل مصدراً للفتنة والشهوة والعار إذا لم يكن مستوراً و محجبا علي أن هذا النظرة للجسد النسائي لا تمثل ابدا موقف الاديان كما يدعي البعض بل تنبع من قراءات تاريخية واجتماعية وسياسية للنصوص الدينية، ولا تمثل جوهر و روح التجربة الدينية و اهميتها و عدالة مقاصدها فالدين نفسه ، لا سيما الاسلام الذي يتهمه البعض زورا ، يحترم كرامة المرأة ويمنحها حقوقها وواجباتها ولم يفرق بينها وبين الرجل في الكرامة الانسانية و القضايا المتعلقة بالايمان و الحقوق علي حد سواء و كل فهم غير ذلك انما يعود الي قراءات ذكورية سلطوية و تأويلات حرفية لا تعكس كنه العدالة الالهية ابدا .

ولتغيير هذه الحال، يجب على المرأة العربية والإسلامية أن تتحرر من القيود الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تحد من حريتها وتمنعها من ممارسة حقوقها الإنسانية والمدنية والدينية في سياق عملية فكرية اجتماعية تنويرية و تحريرية تتخذ من اعادة التأويل التي تنسجم و ثوابت الاديان و تبعيتها لمطلق الله العادل الذي لا يفرق بين عباده رجالا او نساءا ، اساسا لها و من ثم علينا بعد ذلك فهم حقيقة أن العنف ضد المرأة، سواء الجسدي أو النفسي أو الجنسي أو الاقتصادي، هو أحد النتائج المأساوية لهذه النظرة المهينة للجسد النسائي الذي ينبغي تغييرها و يتم نسبتها الي الدين بل يجب فهم أن ذلك نابع من العادات والتقاليد و الفهم الخاطئ لمقولات الشرف والعفة

و يجب على المجتمعات جميعها لا سيما العربية والإسلامية و الحال هذه أن تتخلى عن النماذج النسوية الغربية التي لا تتناسب مع خصوصياتها وتقاليدها، وأن تبحث عن نماذج نسوية إسلامية تستند إلى مصادر الشريعة والتراث والتجربة الحضارية الإسلامية بعد انضاجها وتخليصها من آثار القمع الذكوري و مخلفاته العميقة بالإضافة إلى ذلك، يجب على النساء والرجال في بلادنا أن يتعاونوا في بناء مجتمعات عادلة ومتوازنة تحقق المساواة والتكامل بين الجنسين، وتحترم التنوع والاختلاف، وتعزز الحوار والتفاهم .و ذلك هو السبيل الوحيد لانها ثقافة احتقار المرأة جسدا و روحا .

هيئة تحرير منصة حواء النسوية الالكترونية

:

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »