العدد السابع و العشرين ..النصف الثاني من شهر آذار مارس من عام ٢٠٢٤..كوفان الإيزيدية تروي ما تعرضت له على مدار 9 أعوام
قالت الشابة الإيزيدية التي كانت مختطفة لدى مرتزقة داعش وتمكنت وحدات حماية المرأة من تخليصها من مخيم الهول الأحد، إن داعش خيرها بين اعتناق الدين الإسلامي والقتل، وروت ما تعرضت له على مدار 9 أعوام على يد المرتزقة.
تمكنت وحدات حماية المرأةالأحد ، من تخليص شابة إيزيدية من مخيم الهول ضمن المرحلة الثالثة من عملية “الإنسانية والأمن” التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي بمساندة قوات سوريا الديمقراطية في 27 كانون الثاني الماضي.
والشابة الإيزيدية تدعى “كوفان عيدو خورتو” وتبلغ من العمر الآن (24 عاماً)، من قرية حردان في شنكال بجنوب كردستان، تعرضت مع عائلتها المكونة من الأب والأم و4 شقيقات وأهالي القرية للاختطاف من قبل مرتزقة داعش أثناء محاولتهم الفرار من المرتزقة عام 2014.
كانت كوفان آنذاك تبلغ من العمر (14 عاماً) عندما تم اختطافها من قبل داعش، حيث جرى أخذها مع المختطفين الآخرين إلى منطقة قريبة من الحدود السورية، وتم احتجازهم في مدرسة لمدة 9 أيام.
وبعد مرور 9 أيام، قام مرتزقة داعش بفصل الأطفال والشابات عن ذويهم، حيث قاموا بنقل الشابات بعد تقسيمهن إلى مجموعات إلى مناطق متفرقة من العراق، فيما تم نقل كوفان وعدد من الشابات الأخريات إلى الموصل ثم إلى تلعفر.
أشارت كوفان أثناء حديثها إلى أنها تعرضت للاغتصاب من قبل أحد مرتزقة داعش يدعى “موفق” واقتادها إلى منزل عائلته في تلعفر، ثم قام بتسليمها إلى مرتزق آخر نقلها إلى الموصل بعد الموصل، نقلها مرتزقان آخران يلقبان بـ “أبو دنيا وأبو عبد” إلى محافظة صلاح الدين حيث مخبأ المرتزق “أبو دنيا وعائلته”.
ووفقاً لكوفان، فقد تواصل أحد متزعمي داعش الملقب بـ “أبو جعفر (حيدر)” مع المرتزق “أبو دنيا”، وأمره بجلب كوفان إلى الفلوجة وتسليمها إليه، والذي أقدم على اغتصابها وضربها وتكبيلها مرات عديدة.
حاولت كوفان في هذه الفترة الهرب من المرتزقة لكنهم كانوا يكتشفون أمرها ويقدمون على ضربها وإيذائها.
بعد عامين من ذلك، أقدم المتزعم “أبو جعفر” على تسليم كوفان إلى مرتزق آخر يلقب بـ “أبو رضوان”، الذي أقدم بدوره على تزويجها من مرتزق آخر يدعى “أبو حذيفة”.
لم تنتهِ مأساة كوفان في العراق، فقد توجه المرتزق “أبو حذيفة” ومعه كوفان إلى مدينة البو كمال السورية، وخلال هذه الفترة قتل “أبو حذيفة” في صحراء البادية السورية، كما قتل المتزعم “أبو جعفر” أيضاً خلال تلك الفترة، ليتم تزويجها إلى مرتزق آخر يدعى “أبو آسيا الجميلي”.
ومع بدء حملة تحرير دير الزور من مرتزقة داعش عام 2018، انتقلت كوفان إلى مخيم الهول المخصص لأسر مرتزقة داعش، حيث أوضحت كوفان أن مرتزقة داعش كانوا يتوعدونها وجميع الإيزيديات المختطفات لديهم بالقتل إن لم يعتنقن الدين الإسلامي، وكانوا يصفونهن “بالكافرات”.
ولدى سؤالنا لها عن سبب عدم كشفها هويتها الحقيقية بعد مرور كل تلك الأعوام وهي متواجدة في مخيم الهول، أكدت كوفان أن الخوف كان يتملكها بسبب تعرضها لتهديدات من قبل المرتزقة.
وشكرت المختطفة الإيزيدية وحدات حماية المرأة على تخليصها من يد المرتزقة، ودعت كافة الإيزيديات المختطفات لدى داعش أن يكشفن عن هويتهن وأن يعدن إلى منازلهن وعوائلهن للخلاص من الظلم الذي تعرضن له.
وذكرت أنها لا تعلم شيئاً عن ذويها المختطفين فيما إذا كانوا لا يزالون مختطفين لدى داعش أو حدث لهم شيء، لكنها لم تقطع الأمل وتمنت أن تجتمع بهم في وقت قريب.
و كما أمنت وحدات حماية الشعب تواصلاً عبر الهاتف، لكوفان مع ذويها المتبقين في شنكال، ونشر المركز الإعلامي للوحدات صوراً للتواصل.