4 أمراض أكثر شيوعا بين النساء
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الرجال والنساء على حد سواء. ومع ذلك فإن بعضها يصيب الإناث على وجه الخصوص بنسبة أعلى مقارنة بالذكور.
وقالت الكاتبة ماريا مويا، في تقريرها الذي نشرته مجلة “موي إنتريسنتي” الإسبانية، إن أحد الفروق الرئيسية بين الرجال والنساء هي تلك المرتبطة بتكوين الكروموسومات، حيث يكون الرجال (مع كروموسومات إكس وواي) أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الوراثية مقارنة بالنساء (مع كروموسومات إكس إكس).
بالإضافة إلى ذلك، تمثل الاختلافات الهرمونية أيضا نقطة مهمة، لأن النساء يصنعن كمية أكبر من الأستروجين، مما يجعلهن يخزنّ نسبة أكبر من الدهون. بالإضافة إلى ذلك، تؤثر التغييرات التي تواجهها النساء أثناء دورات الحيض بشكل كبير، حتى أنها تؤثر في مناطق مثل الدماغ، التي تصبح أكثر حساسية لتعرض بعض المواد االكيميائية.
على صعيد متصل، أوردت الكاتبة أنه وفقا للعديد من الدراسات، لا يؤثر التلوث البيئي على جميع الأجناس بالتساوي. وفي الواقع، يعد الجنس أو العمر من العوامل التي لا بد من أخذها بعين الاعتبار. وعلى ضوء ذلك، تشرح الكاتبة وعالمة الغدد الصماء، كارمي فالس يوبرت، في كتابها “الصحة والبيئة” أن النساء، بسبب حالة جسدهن، هن أكثر عرضة لهذا التلوث.
ونقدم هنا أربعة أمراض أكثر شيوعا لدى النساء:
1- هشاشة العظام
قالت الكاتبة إن هذا المرض يتميز بالفقدان التدريجي للكتلة التي تشكل العظام، مما يقلل من جودتها ويزيد من مخاطر تعرضها للكسور. ويعد هذا المرض أكثر شيوعا لدى النساء لسببين أساسيين، نظرا لأن كثافة العظام لدى النساء أقل من الرجال، مما يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالهشاشة. من ناحية أخرى، بعد انقطاع الطمث، يتسارع معدل فقدان المعادن في العظام. ووفقا للتقرير الأخير الصادر عن الجمعية الطبية الإسبانية، يعتبر مرض هشاشة العظام من أكثر أمراض العظام الأيضية شيوعا في الدول الغربية.
وفي الواقع، أُدرج على أنه “الوباء الصامت للقرن الحادي والعشرين”.
إلى جانب ذلك، يزيد انتشار المرض تدريجيا مع التقدم في العمر. فعلى سبيل المثال، يعاني من هذا المرض حوالي 35% من النساء في إسبانيا اللاتي تجاوزت أعمارهن 50 عاما، في حين أن نسبة الإصابة لدى الرجال من العمر نفسه بالكاد تصل إلى 8%. ورغم المعدلات المرتفعة، فإن أقل من 30% من مرضى هشاشة العظام تلقوا تشخيصا، في حين أن أقل من 10% منهم يتلقون العلاج.
وينبغي اتباع ممارسات جيدة للوقاية من أعراض هشاشة العظام، على غرار إدراج الكالسيوم وفيتامين د في النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية بشكل متكرر، فضلا عن تجنب استهلاك التبغ والكحول.
2- التهابات المسالك البولية
تعد التهابات المسالك البولية من الأمراض الأكثر شيوعا التي تصيب النساء. ويمكن أن تحدث في مناطق مختلفة من المسالك البولية، بداية من المثانة وصولا إلى الكلى والحالب والإحليل. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 50% من النساء قد يصبن بهذا النوع من الالتهابات طوال حياتهن. ولعل أكثرها شيوعا تلك التي تسببها البكتيريا التي تدخل المثانة. وإذا لم تعالج فمن الممكن أن تصل إلى الكلى.
وذكرت الكاتبة أن عدوى المسالك البولية من المرجح أن تكون نتيجة انعدام النظافة الشخصية، ووجود أمراض (مثل مرض السكري أو السرطان)، وحتى استخدام السدادات القطنية والكمادات. وبما أن منتجات النظافة التقليدية تكون على اتصال بالمهبل، فمن الممكن أن تتعرض بدورها لنمو البكتيريا.
3- ارتفاع ضغط الدم
هذا المرض يعتبر من أكثر الأمراض شيوعا لدى النساء خاصة بعد سن الأربعين، إذ تتعرض الأوعية الدموية لضغط مستمر إلى أن ينتهي بها الأمر إلى التلف. وقد كشفت دراسة أجراها المركز الطبي المعمداني في جامعة ويك فورست أن النساء أكثر عرضة بنسبة 40% للإصابة بمشاكل الأوعية الدموية. ويعود ذلك إلى عوامل مختلفة مثل انقطاع الطمث، حيث يزيد معدل ضغط الدم بسبب تغير التوازن الهرموني.
وأوضحت الكاتبة أن ارتفاع ضغط الدم يجعل الشرايين ضيقة وصلبة، مما يؤدي إلى الصداع، ويولد صعوبات في التنفس والدوخة وألم في الصدر، ومضاعفات في الكلى ومشاكل في الرؤية وخفقان وحتى سكتة دماغية.
4- الألم العضلي الليفي أو الفيبرومالغيا
ذكرت الكاتبة أنه رغم كون الألم العضلي الليفي (الفيبرومالغيا) مرضا مزمنا غير معروف، فإنه يصيب ما بين 2% و6% من الإسبان، وهو أكثر شيوعا بين النساء. وهو مرض يصيب الأنسجة العضلية والليفية (أي الأربطة والأوتار)، مما يسبب تغييرا في تصور الألم، بحيث تظهر كأنها محفزات مؤلمة رغم أنها ليست كذلك بالنسبة للشخص العادي.
لا يزال السبب وراء هذا المرض غير معروف، لكن يُعتقد أنه ناتج عن حالات الإجهاد الحاد. ويتميز هذا المرض بوجود ألم على مستوى العضلات والعظام.
وفي جميع الحالات، تكون هذه الحالة مرفقة بأعراض التعب واضطرابات النوم وحتى القلق والاكتئاب. فضلا عن ذلك، هناك مشكلة إضافية تتمثل في عدم وجود اختبارات موضوعية في الوقت الراهن من شأنها أن تدعم تشخيص المرض. لذلك، تعد التحليلات والصور الشعاعية الطرق الوحيدة لاستبعاد فرضية أن يعاني المريض من نوع آخر من الأمراض.